ذوى اللُغد و برامجهم ! اللهم احفظنا ! ( الجزء الأول )
بسم الله الرحمن الرحيم
متى شعرت آخر مرة أنك تريد إحراق تلفزيونك فى إحتفال شعبى مهيب , مع خلفية من الموسيقى الحماسية المؤثرة ؟ !
الإجابة متوقعة طبعًا ! لكن ما يمنعك هو حنينك الشديد فى الليالى الباردة لدفء صوت هايفا و هى تناشد رجب أن يحوش صاحبه الرقيع عنها !
حسنًا , فلندع الجهاز المسكين فى مكانه , فهو يصلح بالتأكيد لإستخدامات كثيرة , أبسطها وضع صورة المرحوم زوج خالتك فوقه , و لنتحدث عن الأسباب التى تجعلك ترغب فى فعل الأفاعيل به ! ( أتحدث هنا عن التلفاز , زوج خالتك راح مطرح ما راح الله يرحمه ! )
اسمح لى أنا أن أفضفض لك , كعادتى , بما يجعلنى أتقافز غيظًا أمام شاشة تلفزيونى !
هل جربت من قبل , بكامل قواك العقلية , مشاهدة حلقة كاملة من أحد برامج " ال talk show " يكون موضوعها متعلقًا بالشباب ؟
جربت ؟ و جاء لك قلب يا أخى ؟! أنصحك إذا بالذهاب لطبيب متخصص فى أمراض الذكورة و العقم ! الأمر يستحق صدقنى !
هذا النوع من البرامج أسميه " برامج ذوى اللُغد " !
و لمن أسعدهم ذكائهم , أو قدرهم , بعدم مشاهدة حلقات من هذا النوع , حفاظًا على مستقبلهم الإنجابى , أصف الجو العام لهذا البرنامج :
-1- المذيعة : متحمسة جدًا , لو كانت شابة فهى تبذل كل ما يمكن لتقنعك أنها وقور مثقفة يسبق عمرها العقلى ذلك الزمنى , حتى أنك تثق فى نهاية الحلقة أنها خلال عامها الدراسى الأول الإبتدائى كانت تقرأ روائع دستوفيسكى و نجيب محفوظ , بينما أنت , يا فاشل , تقرأ أمل و عمر !
و لو كان سنها 40 عامًا فما فوق , فستجدها تفعل كل ما يمكن لتبدو للمشاهدين شابة نشيطة , لا بد أنها كانت ترقص يومًا فى استاد القاهرة و هى تدهن وجهها بألوان علم مصر , و تشاهد نهائى كأس الأمم الأفريقية ! تغنى بصوت يفوق صوت الضفادع عذوبة :" بلاتشى بلاتشى لكي هوبى و فؤاتشى "
و لا بد للمذيعة من ممارسة تمرين هز الرأس من أعلى لأسفل بشكل منتظم , و اتساع العينين على سبيل الإعجاب الشديد بعبقرية الضيف الفذ ! أعتقد أن هذا النوع من المذعيات لديهن أعلى نسبة من حالات تآكل الغضروف المبكر !
-2- الضيوف : الإخوة ذوى اللُغد ! مجموعة من الرجال , 50 سنة فما فوق , تتدلى لغودهم فى وقار مهيب ! و تسبق أسمائهم ألقاب مخيفة مثل الأستاذ و الدكتور ( النكتة حين يكون الحوار عن إنتشار المصطلحات الأجنبية فى اللغة العربية , هى أن الإخوة ينسون أن لفظ " أستاذ " فارسى , و لفظ " دكتور " لا تينى ! )
و لا بأس من أنثى عصبية , غالبًا عانس , تنظر للعالم من خلف منظار سميك , يمثل لهذه النوعية من البشر علامة الجودة العتيدة !
أحيانًا يتم تطعيم اللقاء بفنان أو فنانة من جيل الشباب , غالبا يكون الفنان احترف الفن بلطجة و الفنانة احترفته بأسلحتها البيولوجية المنفوخة بالسيليكون ! المفروض طبعًا أنهم يمثلون جيل الفنانين الشباب .
-3- الجمهور : و يتم جمعهم من الجامعات , مقابل مبلغ مالى لكل شاب , آخر رقم سمعته كان 15 جنيه مصرى ! و هم بدورهم بنقسمون لنوعان : الشناقيط , مفردها شنقيط أو شنقيطة , و هم زمرة من الأوغاد الرقعاء المنحلين ! فتيات هذه الفئة من النوع الذى يعتبر جسده لوحة كبيرة المفروض أن تمتلىء بأعتى أنواع الوشم , رسومات جنونية كان المرحوم سلفادور دالى سيرقص طربًا لو رآها ! مع لظاليظ اللحم المتدلية من المسافة العارية بين البنطلون الضيق و البادى المحزق , الذان يجعلانك تتسائل عن كمية الصابون المستخدمة لزنق هذا الجسد فيهما !
أما فتيانها , فأترك للمنتقم الجبار أمر من تجرأ و كتب لهم فى خانة النوع " ذكر " , لو ترانى أبالغ حاول أن تنظر لأحدهم من ظهره و أؤكد لك أنك لن تعرف الفرق بينه و بين الفتاة ! لهذا أنصح محترفى المعاكسة أن ينظروا للوجه أولا قبل إطلاق صيحات " يا جميل , يا قمر , إمتى الليمون يبقى برتقال ؟" لأن من يراهم من الأمام سيظن أن المُعاكِس شاذ جنسيًا !
هذا النوع من الفتيان , تجد علامته المميزة فى البوكسر الكاروهات البارز فى تحدى و شموخ من البنطلون الساقط و التى شيرت القصير , فلو وجدت أحدهم يرتدى بنطلونا عاليا و قميصا طويلا فهذا يعنى أنه ليس من ذوى البوكسر , بل من ذوى اللباس الأبيض ماركة كابو !
طبعا الشعر لامع ملتصق قضى الفتى ألعن ساعات عمره يعبىء البصاق فى كوب زجاجى ليثبت شعره الحغيغ !
النوع الثانى : السناتيح , المفرد سنتيح أو سنتيحة ! و أغلبهم من الفتيان بالمناسبة , الشاب منهم مصفف الشعر بعنف إلى جانب الرأس , مغلق القميص حتى الزر الأخير , غالبا يعتبرون شعر الصدر عورة ! ينظرون بإشمئزاز لمشاهدى النوع , و للشباب جميعًا عمومًا , مستنكرين جرائمهم البشعة من شُرب النسكافيه و سماع الأغانى الرقيعة المارقة عن خط روائع عبده الحامولى و صالح عبدالحىّ ! ناهيك طبعًا عن إرتيادهم تلك المبائات المدعوة " مولات و كافيهات " يا للعار !
حسنًا , تحدثنا عن نوعية البشر المشاركين فى هذا النوع من البرامج ! بصراحة أنا استحرم أن اعطيك دفعة واحدة من هذا الجو المسموم ! انتظر للجزء الثانى إن شاء الله تعالى .
نصيحة حتى أريح ضميرى : لا تحاول مشاهدة برنامج من هذا النوع , قبل قراءة الجزء الثانى !
تحياتى
وليد
الإسكندرية 17 من فبراير 2007م
7 Comments:
At 12:23 AM, Unknown said…
همممممم
أنتظر جزءك الثاني ..
مقال أنحرافي تمن ، جمعت فيه فلسفة كنت أتمني لو كان لي المقدرة لعرضها بهذة القدرة البليغة ..
سلمت يداك ..
ألا بوركت يا فتي :)
غيرب أنك لم تتحدث عن امر تلك المدونة أبدًا ..
وأنني اعرفها بالمصادفة الأن ..
إن لهذا أنتقام بشع .. لن تتحمله الشياطين في الجحيم .. والأطفال في أرحام أمهاتهم ..
الويل ثم الويل ..
مندوب : أبو غريب
مصطفي يحيي
At 3:33 PM, Anonymous said…
تمام يا مان
أسلوبك حلو
وتفكيرك غريب عليا عشان كده مهتم بيه
بانتظار الجزء الثاني
At 4:00 PM, Anonymous said…
حمد اله على سلامتك و عودتك
للأسف حدث وشاهدت
وايضا نقدت و كتبت
لكن هل من مجيب
في انتظار الجزء الثاني
At 7:30 PM, Anonymous said…
ول ..
حسن ..
عندما قرأت المقال علينا في منزلك لم أستشعر تلك اللذة و أنا أعيد قراءته و كأني لم أسمعه منك ..
نصيحة يا وليد ..
لا تحاول قراءة مقال أخر لك على شخص ما .. إلا لو طلب هو منك ذلك ..
لكن .. المقال رائع ..
و أرجو ألا ( تلطعنا ) كما فعلت في ( أحيه أحيه ) ..
أحيــ ... إحم .. أوكيه ؟؟
At 7:36 PM, Anonymous said…
ول ..
كتبت رد بس راح في الباي باي ..
بس المقال رائع ..
مستني الفصل التاني ..
سلام..
At 2:05 AM, Unknown said…
مساء الجمال يا عمونا ..
خد ألقط التاج دة ..
ورد عليه
http://7aya.blogspot.com/2007/03/blog-post_22.html
سلام يا معلم
At 5:55 PM, Anonymous said…
النقد كويس وجه في الجون
بس أسلوبك فيه مبالغة زائدة عن اللزوم
لكن المهم انك تكتب وتكتب عشان تحسن اسلوبك باستمرار
بالتوفيق
أبو جلمبو
Post a Comment
<< Home