وكـر الـذئـب

Thursday, July 27, 2006

أحيه .. أحيه _ الجزء الأخير



بسم الله الرحمن الرحيم
إفتقدت جدًا هذه المدونة ! أين كنت ؟ فى الدنيا بالتأكيد , فقط كنت مشغولاً بشكل مريع !
هل تذكرون الأحيه ؟ مستعدون لأحيهات أخرى ؟ حسنًا , فقط اسمحوا لى بدقائق أتناول دواء الحموضة ثم أُعِد بعض الكابتشينو ..
أعتذر عن التأخير ! ثمة مشاجرة كانت فى الشارع أمام منزلى . ماذا ؟ لا لم أكن طرفًا فيها بالطبع ! أنا صعب استفزازى لحد التشاجر ! فأنا بلا فخر بارد الأعصاب بشكل مريع ! لهذا أفرغ إنفعالاتى فى هذه المدونة ثم أمارس حياتى اليومية بكل هدوء .
المهم ... نعود لأحيهتنا الحبيبة !
هل تعرفون عم عِزو ؟ طبعا الإسم مستعار , لكنه قريب جدًا للإسم الحقيقى . عم عِزو هذا رجل عجوز طيب ( بتاع ربنا ) كما يقول البعض . له لحية مهذبة و زبيبة صلاة وقور , و دائما ملابسه مشمرة أطرافها مبللة , ليس بسبب التبول اللاإرادى يا ظريف ! بل لأنه دائما ينتهى من وضوء ليستعد لصلاة ثم ينتهى من صلاة ليتوضأ لأخرى !
المشكلة فى النشاط الليلى لعم عِزو ! و هو ببساطة التحشيش !
أى نعم ! فعم عِزو من المؤمنين أن الحشيش كِيف , ليس حراما ولا مكروها حتى ! و المنطقة كلها تعلم أنه يمارس هوايته تلك ليلاً فى محله لتصليح الدراجات البخارية , ثم يقوم قبل آذان الفجر بقليل ليذهب للمسجد القريب , ليقوم , بارك الله له , بالتأذين لصلاة الفجر !
تخيُل تعبيرات وجوهكم الآن يجعلنى أنفجر ضحكا ! نعم يا شباب ! عم عِزو الحشاش القدير كان حتى وقت قريب يؤذن لصلاة الفجر ! و كان هذا مثار تندر الشباب عليه دائما !
و قد اقتصر الأمر على الإستنكار من البعض , حتى قام المسئولون عن المسجد بمنعه من إطلاق الآذان تماما ! و استراح الجميع على مؤخراتهم المترهلة و هم راضون عن ضمائرهم ! بعد أن ظل الرجل سنوات يحشش و يؤذن !
المهم أن ثمة مغامرة صغيرة أود أن أقص تفاصيلها عليكم ! كان لى صديق قديم , كان جارًا لى , و كان , و مازال , شابا مسخرة رسمى ! كنا معتادين السهر سويا , هو و شقيقه الأصغر و أنا , حتى ما بعد الفجر , نشاهد التلفزيون و نأكل الدجاج المشوى , الفراريج كما يسميها !
و كانت من هواياتى جمع المسدسات التى تطلق الخرز بقوة ضغط الهواء , تعرفونها ؟ حسنا !
ذات ليلة وجدت الفتى يقول لى :" وليد .. ما تيجى نزاول عم عِزو ؟ "
- أنا :" إزاى ؟"
-صديقى :" هات بندقية من بتوع الخرز و تعالى " (هذه المغامرة كانت منذ حوالى سبع سنوات )
أحضرت أقوى بندقية لدى و تسلل الفتى ببطء إلى شرفة غرفتى التى تُطِل على محل عم عِزو , و البندقية بالمناسبة يمكنها اطلاق طلقتين قويتين متتاليتين , صوب صديقى بدقة نحو حجر شيشة عم عِزو الذى يضع فوقه قطعة الحشيش ( لم يكن يحب فيما يبدو تقنيات الدبوس و الكباية و الغرقانة ) ثم اطلق طلقتين سريعتين نحو الحجر فأطاح به !
قفز عم عِزو من مكانه مفزوعا لأنه لم يدرك من سرعة الحدث إلا أن ثمة شىء ما أطاح بحجر شيشته الحبيبة ! انحنى ليتناول الحجر و قطع الحشيش فسارع صديقى يتوجيه طلقتين لمؤخرة الرجل الذى قفز صارخا ألما و فزعا !
انسحبنا بسرعة للغرفة بينما الرجل يتلفت حوله فى فزع باحثا فى الشارع الخالى قرب الفجر عن من يفعل به هذا !
أتخيل الآن أيضا وجوه أصدقائى القدامى الذين كانوا , حتى هذه اللحظة يحسبوننى شابا وديعا مهذبا ! و ها هم قد أدركوا أى وغد كنته فى مراهقتى !!
طبعا أتذكر هذا الموقف كلما وجدت رجلا عجوزا يمصمص شفتيه حسرة على ضياع الشباب و فساد الشباب و إنحلال الشباب و أرغب أن أصيح فى وجهه :" أحيه يا أخ ! من الذى أوصل الشباب لفكرة ان الحشيش مجرد كِيف لا غبار عليه ؟" أو كما يقول البعض متفكهين :" لو كان حلال أدينا بنشربه و لو كان حرام أدينا بنحرقه ! "
السبب هو أن الشباب وجدوا جيلا قديما يعتبر الحشيش شىء عادى كالشاى و القهوة ! على رأى عادل إمام فى فيلم عمارة يعقوبيان :" الشعب المصرى بيحترم الحشيش ! "
و لنا عودة مع أحيهات أخرى إن شاء الله تعالى .( أعلم أن هذه الأحيه قصيرة و سريعة نوعا لكنى حقا مشغول بشكل قذر ! )
تحياتى
وليد
الإسكندرية 27 من يوليو 2006م