وكـر الـذئـب

Saturday, February 17, 2007

ذوى اللُغد و برامجهم ! اللهم احفظنا ! ( الجزء الأول )



بسم الله الرحمن الرحيم

متى شعرت آخر مرة أنك تريد إحراق تلفزيونك فى إحتفال شعبى مهيب , مع خلفية من الموسيقى الحماسية المؤثرة ؟ !

الإجابة متوقعة طبعًا ! لكن ما يمنعك هو حنينك الشديد فى الليالى الباردة لدفء صوت هايفا و هى تناشد رجب أن يحوش صاحبه الرقيع عنها !

حسنًا , فلندع الجهاز المسكين فى مكانه , فهو يصلح بالتأكيد لإستخدامات كثيرة , أبسطها وضع صورة المرحوم زوج خالتك فوقه , و لنتحدث عن الأسباب التى تجعلك ترغب فى فعل الأفاعيل به ! ( أتحدث هنا عن التلفاز , زوج خالتك راح مطرح ما راح الله يرحمه ! )

اسمح لى أنا أن أفضفض لك , كعادتى , بما يجعلنى أتقافز غيظًا أمام شاشة تلفزيونى !

هل جربت من قبل , بكامل قواك العقلية , مشاهدة حلقة كاملة من أحد برامج " ال talk show " يكون موضوعها متعلقًا بالشباب ؟

جربت ؟ و جاء لك قلب يا أخى ؟! أنصحك إذا بالذهاب لطبيب متخصص فى أمراض الذكورة و العقم ! الأمر يستحق صدقنى !

هذا النوع من البرامج أسميه " برامج ذوى اللُغد " !

و لمن أسعدهم ذكائهم , أو قدرهم , بعدم مشاهدة حلقات من هذا النوع , حفاظًا على مستقبلهم الإنجابى , أصف الجو العام لهذا البرنامج :

-1- المذيعة : متحمسة جدًا , لو كانت شابة فهى تبذل كل ما يمكن لتقنعك أنها وقور مثقفة يسبق عمرها العقلى ذلك الزمنى , حتى أنك تثق فى نهاية الحلقة أنها خلال عامها الدراسى الأول الإبتدائى كانت تقرأ روائع دستوفيسكى و نجيب محفوظ , بينما أنت , يا فاشل , تقرأ أمل و عمر !

و لو كان سنها 40 عامًا فما فوق , فستجدها تفعل كل ما يمكن لتبدو للمشاهدين شابة نشيطة , لا بد أنها كانت ترقص يومًا فى استاد القاهرة و هى تدهن وجهها بألوان علم مصر , و تشاهد نهائى كأس الأمم الأفريقية ! تغنى بصوت يفوق صوت الضفادع عذوبة :" بلاتشى بلاتشى لكي هوبى و فؤاتشى "

و لا بد للمذيعة من ممارسة تمرين هز الرأس من أعلى لأسفل بشكل منتظم , و اتساع العينين على سبيل الإعجاب الشديد بعبقرية الضيف الفذ ! أعتقد أن هذا النوع من المذعيات لديهن أعلى نسبة من حالات تآكل الغضروف المبكر !


-2- الضيوف : الإخوة ذوى اللُغد ! مجموعة من الرجال , 50 سنة فما فوق , تتدلى لغودهم فى وقار مهيب ! و تسبق أسمائهم ألقاب مخيفة مثل الأستاذ و الدكتور ( النكتة حين يكون الحوار عن إنتشار المصطلحات الأجنبية فى اللغة العربية , هى أن الإخوة ينسون أن لفظ " أستاذ " فارسى , و لفظ " دكتور " لا تينى ! )

و لا بأس من أنثى عصبية , غالبًا عانس , تنظر للعالم من خلف منظار سميك , يمثل لهذه النوعية من البشر علامة الجودة العتيدة !

أحيانًا يتم تطعيم اللقاء بفنان أو فنانة من جيل الشباب , غالبا يكون الفنان احترف الفن بلطجة و الفنانة احترفته بأسلحتها البيولوجية المنفوخة بالسيليكون ! المفروض طبعًا أنهم يمثلون جيل الفنانين الشباب .


-3- الجمهور : و يتم جمعهم من الجامعات , مقابل مبلغ مالى لكل شاب , آخر رقم سمعته كان 15 جنيه مصرى ! و هم بدورهم بنقسمون لنوعان : الشناقيط , مفردها شنقيط أو شنقيطة , و هم زمرة من الأوغاد الرقعاء المنحلين ! فتيات هذه الفئة من النوع الذى يعتبر جسده لوحة كبيرة المفروض أن تمتلىء بأعتى أنواع الوشم , رسومات جنونية كان المرحوم سلفادور دالى سيرقص طربًا لو رآها ! مع لظاليظ اللحم المتدلية من المسافة العارية بين البنطلون الضيق و البادى المحزق , الذان يجعلانك تتسائل عن كمية الصابون المستخدمة لزنق هذا الجسد فيهما !
أما فتيانها , فأترك للمنتقم الجبار أمر من تجرأ و كتب لهم فى خانة النوع " ذكر " , لو ترانى أبالغ حاول أن تنظر لأحدهم من ظهره و أؤكد لك أنك لن تعرف الفرق بينه و بين الفتاة ! لهذا أنصح محترفى المعاكسة أن ينظروا للوجه أولا قبل إطلاق صيحات " يا جميل , يا قمر , إمتى الليمون يبقى برتقال ؟" لأن من يراهم من الأمام سيظن أن المُعاكِس شاذ جنسيًا !
هذا النوع من الفتيان , تجد علامته المميزة فى البوكسر الكاروهات البارز فى تحدى و شموخ من البنطلون الساقط و التى شيرت القصير , فلو وجدت أحدهم يرتدى بنطلونا عاليا و قميصا طويلا فهذا يعنى أنه ليس من ذوى البوكسر , بل من ذوى اللباس الأبيض ماركة كابو !

طبعا الشعر لامع ملتصق قضى الفتى ألعن ساعات عمره يعبىء البصاق فى كوب زجاجى ليثبت شعره الحغيغ !

النوع الثانى : السناتيح , المفرد سنتيح أو سنتيحة ! و أغلبهم من الفتيان بالمناسبة , الشاب منهم مصفف الشعر بعنف إلى جانب الرأس , مغلق القميص حتى الزر الأخير , غالبا يعتبرون شعر الصدر عورة ! ينظرون بإشمئزاز لمشاهدى النوع , و للشباب جميعًا عمومًا , مستنكرين جرائمهم البشعة من شُرب النسكافيه و سماع الأغانى الرقيعة المارقة عن خط روائع عبده الحامولى و صالح عبدالحىّ ! ناهيك طبعًا عن إرتيادهم تلك المبائات المدعوة " مولات و كافيهات " يا للعار !

حسنًا , تحدثنا عن نوعية البشر المشاركين فى هذا النوع من البرامج ! بصراحة أنا استحرم أن اعطيك دفعة واحدة من هذا الجو المسموم ! انتظر للجزء الثانى إن شاء الله تعالى .

نصيحة حتى أريح ضميرى : لا تحاول مشاهدة برنامج من هذا النوع , قبل قراءة الجزء الثانى !

تحياتى


وليد

الإسكندرية 17 من فبراير 2007م